للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

امتناعٍ لِوُجُودٍ، و {لَوْلَا} الثَّانية تَحْضِيضِيَّة، بمعنى: هَلَّا، وقوله: {فَيَقُولُوا} معطوف عَلَى قَوْلِه: {أَنْ تُصِيبَهُمْ}، وقوله: {فَنَتَّبِعَ} منصوب بـ (أَنْ) مُضْمَرَة بَعْدَ فاء السَّببِيَّه الواقعة جوابًا لـ {لَوْلَا} التحضيضية.

يقول ابنُ مالك (١):

وبَعْدَ (فَا) جَوَابِ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ ... مَحْضَيْنِ (أَنْ) وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ

يعني: أنَّ (أَنْ) تَنْصب بَعْدَ (الفاء) الوَاقعَة في جواب طلبٍ، أو نَفْيٍ مَحضَيْنِ،

وسَتْرُها -أي: حذفُها وُجُوبًا- حَتْمٌ، و (الفاء) تَنْصِبُ بـ (أَنْ) وُجوبًا بَعْدَ تِسعة أساليبَ، مجموعة في قَول الناظم (٢):

مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ وَاعْرِضْ لحَضِّهِمُوا ... تَمنَّ وَارْجُ كَذَاكَ النَّفْيُ قَدْ كَمُلَا

إذا وقعت الفاءُ جوابًا لواحِدٍ مما سَبَقَ، فإنه يُنْصَبُ الفِعْلُ بَعْدَهَا بـ (أَنْ) مُضْمَرَة.

ومعنى هَذَا البَيت هو:

(مُرْ): إشارة للأمر، كما تقول: انزل عندنا فنُكرمَك.

(وادْعُ) هذا دعاءُ اللَّه، قَالَ الشَّاعر (٣):

رَبِّ وَفِّقْنِي فَلَا أَعْدِلَ عَنْ ... سَنَنِ السَّاعِينَ فِي خَيْرِ سَنَنْ


(١) توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، لبدر الدين المرادي (٣/ ١٢٥٢).
(٢) فتح رب البرية في شرح نظم الآجُرُّومية، لأحمد بن عمر بن مساعد الحازمي (ص ٢٧٧).
(٣) البيت في شرح تسهيل الفوائد، لابن مالك (٤/ ٢٩)، واللمحة في شرح الملحة، لابن الصائغ (٢/ ٨٣٢) بلا نسبة.

<<  <   >  >>