إلَى آخَرَ وإلى ثالثٍ ورابعٍ، حتى إنهم كوَّنوا جماعة، فذهبوا إلَى هَذِهِ الصحيفة مِن الكعبة ومَزَّقوها.
إذن: فالتَّعاوُنُ أساس النجاح، مِثل مَا قَالَ العامَّة.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: بيانُ عُتُوِّ هؤُلاءِ مِن جهة أنهم لم يُؤمِنوا بالأمرين، وقالوا: {إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: تقديم المعمُولِ في قَوْلِهِ: {بِكُلٍّ كَافِرُونَ} يُفيد الحَصر، مَعَ أَنَّهم كفروا بهما وبغيرهما، وهذا الحَصر المقصود به إغاظةُ الخَصْمِ، كأنهم يقولون: لَوْ آمَنَّا بكل شَيْءٍ مَا كفرنا إلا بهما، وإلَّا فمعلوم أنهم يكفرون بهما وبغيرهما.
وهذه فائدة قليلٌ مَن ينتبه لها، وهو أنَّهُ إذَا كَانَ الشَّيْء غيرَ محصور في هَذَا الشَّيْء، ولكنَّه حُصر فيه؛ فَلَا بدَّ أَنَّ هناك غَرَضًا، والغَرَضُ هنَا هُوَ الإغاظة.
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute