للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: إنّ الّذي ترون أسلحة وكُزاغنْدات١ قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلتهم. وكان جُمَيْع من بقي ثمانين رجلًا. فصعد النّاس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنيّة، فاختلط جماعة منهم عَلَى من دخل فسلموا، وأُسِر ابن غطاس، فشهر بأذربيجان، وسُلِخ، فتجلّد حتّى مات، وَحُشِيَ جِلْدُهُ تبْنًا وقتل ولدُه، وبُعث برأسيهما إلى بغداد. وألْقَتْ زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة.

وكان والده السّلطان جلال الدولة هُوَ الّذي بناها. يقال: إنّه غرم عَلَى بنائها ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار، فاحتال عليها ابن غطاس حتى ملكها، وأقام بها اثنتي عشرة سنة.

عزل الوزير ابن جهير:

وفي صَفَر عُزِل الوزير أبو القاسم عليّ بْن جهير، كان قد وزر للخليفة ثلاثة أعوام وخمسة أشهر. فهرب إلى دار سيف الدولة صدقة بْن مُزْيَد ببغداد ملتجئًا إليها، وكانت ملجأ لكلّ ملهوف. فأرسل إِلَيْهِ صدقة من أحضره إلى الحلة، وأمر الخليفة بأن تُخَرَّب داره.

وزارة أبي المعالي بن المطلب:

ثم تقررت الوزارة في أول السنة إحدى وخمسمائة لأبي المعالى هبة اللَّه بْن المطّلب

غرق قلج أرسلان:

وفيها غرق قِلِج أرسلان بْن سليمان بْن قُتُلْمش صاحب قونية، سقط في الخابور فغرق. ووجد بعد أيّام منتفخًا، والحمد لله عَلَى العافية.

استنجاد طُغْتِكِين وابن عمّار بالسلطان السَّلْجوقيّ:

وتتابعت كُتُب أتابك طُغْتِكِين وفخر الملك ابن عمار ملك الشّام، وإلى السّلطان غياث الدين محمد بْن ملكشاه، بعظيم ما حلّ بالشّام وأهله من الإفرنج،


١ كزغندات: أشياء في هيئة الأشخاص من الأقسمة ونحوها.