للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن: مؤدِّبه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ. وكان مولده في شعبان تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدِّبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وغيرهما.

وقد قامت الدّولة وتوثّبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتزّ في الخلافة فقال: بشرط أن لا يُقتل بسببي رجلٌ مسلم.

وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقُتِلَ سِرًّا في ربيع الآخر سنة ستٍّ وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.

وقد رثاه عليّ بن محمد بن بسّام، فَقَالَ:

لله دَرُّك مِن مَلْك بمضْيعة ... ناهيك في العقل والآداب والحَسَب

ما فيه لولا ولا ليت فينقصه ... وإنّما أدْرَكَتْه حِرْفَةُ الأدب١

ومن شِعره:

مَنْ لي بقلبٍ صِيَغ من صخرةٍ ... في جسدٍ من لؤلؤٍ رطبِ

جرحت خدِّيه بلَحْظي فما ... برحت حتّى اقتصّ من قلبي٢

ومن شِعره:

وإني لَمَعْذُورٌ عَلَى طولِ حُبّها ... لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري

إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ ... رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ

وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها ... قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في الورقِ الخضرِ

أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً ... بِساحرةِ العينين طيِّبةِ النَّشْرِ

وله أيضًا:

أترى الجيرةَ الّذين تَدَاعَوْا ... عندَ سَيْرِ الحبيبِ قبل الزَّوَالِ

علِموا أنّني مُقِيمٌ وقلبي ... راحلٌ معهم أمام الْجِمَالِ

مثل صاعِ العَزِيز في أَرْحُلِ القو ... م ولا يعلمون ما في الرحال


١ تاريخ بغداد "١٠/ ١٠١"، والمنتظم "٦/ ٨٨".
٢ المنتظم "٦/ ٨٦".