للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتهاب بغداد والغلاء بها:

ونُهبت بغداد، وهُجِّجَ أهلُها من دُورهم. واشتدّ القحط حتّى أبيع ببغداد كر الحنطة بثلاثمائة وستة عشر دينارًا، وهلك الخلْق. وكان قحطًا لم يُعْهَد ببغداد مثله أبدا. هذا والبريديّ يصادر النّاس١.

وقعة الأتراك والقرامطة:

ثمّ وقعت وقعة بين الأتراك والقرامطة، فانهزم القرامطة.

ازدياد دجلة:

وزادت دجلة حتّى بلغت في نَيْسان عشرين ذراعًا، وغرقت النّاس.

محاربة أهل بغداد للدَّيْلَم:

ثمّ تناخى أهلُ بغداد لِمَا تمّ عليهم من جُور الد يلم، ووقع بينهم وبينهم الحرب.

الحرب بين الأتراك والبريديّ:

ثمّ اتّفق توزون وتورتكين والأتراك على كبس البريديّ. ثمّ غدر تورتكين فبلغ البريديّ الخبرُ فاحترز.

وقصد توزون الدّار في رمضان، ووقع الحرب، وخَذَله تورتكين، فانَصْرف توزون في خلقٍ من الأتراك إلى الموصل. فبعث البريديّ خلفه جيشًا ففاتهم. فلمّا وصل توزون إلى الموصل قوي قلب ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وعزم على أنّ ينحدر إلى بغداد بالمتّقي، فتهيأ أبو الحُسين البريديّ٢.

وكان لمّا وصل المتّقي وابن رائق تكريت وجدا هناك سيف الدّولة أبا الحسن عليّ بن عبد الله بن حمدان، وكان ابن رائق قد كتب إلى الحسن بن عبد الله بن حمدان أنّ يبعث إليه نجدةً لقتال البريديّ، فنفّد أخاه سيف الدّولة هذا، فإذا معَه الإقامات


١ تكملة تاريخ الطبري "١/ ١٢٧"، الكامل في التاريخ "٨/ ٣٨١، ٣٩١"، البداية والنهاية "١١/ ٢٠٢".
٢ تكملة تاريخ الطبري "١/ ١٢٨".