إذا كان لا يستطيع محروم من قول الخير ((أو ليصمت)) والصمت هو السكوت مع إمكان الكلام، الصمت هو السكوت مع إمكان الكلام، وأما السكوت مع عدم إمكان الكلام فإن كان دائماً فهو خرس، وإن كان مؤقتاً فهو عيّ كما يقول العلماء، ليسكت، فإذا كان لا يستطيع أن يقول الخير فعليه بالبدل وهو السكوت، أقل الأحوال أن يسكت عن قول الشر، ولا شك أن قول الخير أكمل من السكوت والحال هنا في مثل هذا الحديث تحتاج إلى مزيد عناية من المسلم، فالإنسان إذا أراد أن يتكلم يتأمل قبل أن يتكلم، هل هذا الكلام يفيده في أخراه أو لا يفيده، ما الذي يدفعه إلى هذا الكلام، ما الذي يجنيه ويستفيده من هذا الكلام؟ وهل هذا الكلام الذي يتكلم به خالص لوجه الله أو مشوب؟ ثم بعد ذلكم إذا شرع في الكلام يحرص على أن يكون له لا عليه من بدايته إلى نهايته، فقد يريد الإنسان أن يتكلم ويشرع في الكلام مريداً بذلك وجه الله -عز وجل-، ثم لا يلبث أن يدخل عليه الشيطان بما يفسد عبادته التي أشرنا إليها سابقاً من تعليم وتوجيه ونصح وإرشاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، والكلام الذي لا يتعدى نفعه صاحبه.