للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حصل لهم ما حصل, فلا بد من الاهتداء بهدي من سبق، ولا بد من التحمل والصبر على جميع الأذى الذي ينال الإنسان بدعوته وأمره ونهيه؛ لأن الطريق ليست كما يقول المعاصرون مفروشة بالورود، كل من أتاه ليدعوه وينكر عليه أو يأمره بالمعروف استقبله استقبال ... بعض الناس يضرب من يأمره، بل حصل الأمر إلى القتل، والأمر جد خطير، فقتل من يأمر الناس بالقسط مقرون بقتل ا؛ لأنبياء نسأل الله السلامة والعافية، وحصل لهذه الفئة -أعني أهل الحسبة أهل الأمر والنهي- يحصل لهم ما يحصل أكثر مما يحصل لغيرهم، يعني يحصل لأهل الأمر بالمعروف من الأذى أكثر مما يحصل للعُبَّاد، أكثر مما يحصل للدعاة، أكثر مما يحصل للعلماء والمعلمين؛ لأن أولئك في الواجهة، يعني يسعون إلى الحيلولة بين العصاة ومعاصيهم، فيحولون بين الناس وشهواتهم ونزواتهم, فيتعرضون لهم بما يؤذيهم فلابد من الصبر، فلابد من الصبر, والله -جل وعلا- يقول: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [(١٥٥) سورة البقرة] فلا بد من الصبر.

والله أعلم, وصلى الله وسلم على وبارك على عبده ورسوله, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:

هذا يقول: ما توجيهكم للشباب المستقيم بالتواصي بالحق وترك الاستكانة أمام جلد أهل الباطل ودعاة التغريب على باطلهم؟

الجواب: أما بالنسبة للصراع بين الحق والباطل فهو قديم، الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الإنسان، ولابد من التدافع ولابد من دفع الباطل بقدر الإمكان, والإشكال في الاستكانة على ما ذكر السائل، والله -جل وعلا- إذا علم من أهل الحق في المدافعة والتصدي لأهل الباطل فالله -جل وعلا- يعذرهم من جهة ويعينهم على دفع الباطل ويرفع عنهم ما يستحقون من عذاب، بسبب تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو خصيصة هذه الأمة، وسبب خيريتها وتفضيلها على الناس، {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [(١١٠) سورة آل عمران].

بعض الناس يتصور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص بمن وكل إليه الأمر، وخاص بأمر الناس بالصلاة أو الحيلولة بين بعض الفساق وبين شهواتهم في الأسواق والمجامع العامة.