الجواب: على كل حال المشايخ من أهل العلم لهم فضلهم على الناس، وقد ذكر الآجري في أخلاق العلماء مثالاً يبين فيه قدر العلماء وفضلهم على الناس, فذكر أن الناس كأنهم في أرض فلاة في وادٍ مشتمل على حصا وشوك وسباع وهوام في ليلة مظلمة، كأنهم يسيرون في هذه الليلة المظلمة في هذا الوادي الذي يكثر فيه الشوك والأشجار المؤذية والدواب والسباع والهوام ثم بعد ذلك جاءهم من بيده مصباح فأنار لهم الطريق حتى خرجوا من هذا الوادي، ففضله عليهم يمثل هذا بفضل أهل العلم على سائر الناس؛ لأنه تصور الإنسان أنه في بلد ما فيه من أهل العلم أحد، فأشكل عليه أي مسألة من مسائل الدين كيف يعمل؟ كيف يعبد الله -جل وعلا-؟ كيف يحقق الهدف الذي من أجله وجد، دون أهل العلم؟! لا يستطيع تحقيق الهدف، وإذا أضاع الهدف خسر دنياه وأخراه، بخلاف ما لو صار في بلد لا يجد من يعينه على التجارة أو لا يجد من يفتح له آفاق وأبواب للتجارة فإنه حينئذ يخسر شيئاً من الدنيا ولا يضيقه هذا, فلا شك أن أهل العلم لهم فضل على الناس فاحترامهم مطلوب, لكن لا يوصل بهم إلى حد الغلو كما يوجد عند بعض الفئات وبعض المجتمعات وبعض المذاهب، يغلون في علمائهم وشيوخهم ويصرفون لهم مما هو حق لله -جل وعلا-.
يقول أحد الدعاة أن عبد العزيز بن باز أفتى بوجوب خروج الدعاة وأهل العلم في الإعلام؟
الجواب: على كل حال الشيخ نفسه ما خرج, وكان يوصي بعض من يتوسم فيه النفع أنه يتولى ذلك.
يقول: ما هي الأسباب التي جعلت الناس في الأوقات الأخيرة في هذه السنوات المتأخرة يزهدون في المحاضرات ويقلون في حضورها، مع العلم أنه لو كان هناك إعلان عن مهرجان لوجدت الحضور كبيراً باستمرار، ولو كان في كل يوم أرجو التنبيه؟