هذه امرأة حامل ولديها بنت وعمرها سنة وأربعة أشهر ولا تزال ترضعها فهل يضر بالمولود الجديد؟ وهل يخاف من ضرر بالمولود مع تغير الهرمونات؟
على كل حال النبي -عليه الصلاة والسلام- أراد أن ينهى عن الغيلة، ينهى عن الغيلة، وهي: إرضاع الحامل، يقول: فإذا فارس والروم يغولون ولا يضرهم، أراد أن ينهى فانتهى عن النهي وكف عن هذا النهي لأنه رأى فارس والروم لا يضرهم مثل هذا، وبعض الناس يشكل عليه معنى هذا الحديث، حتى بعض السفهاء كتب في الصحف أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتأثر في تشريعه بالحضارات الأخرى، يعني تأثر بفارس والروم فعدل عن النهي الذي هو تشريع في الأصل، نقول: لا يا أخي لا تأثر ولا شيء، رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام- عالمية، ودعوته عامة، فكون الأمر يضر بقوم مع أن الأكثر لا يتضرر به، يعني الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما هو رسول للعرب رسول لفارس، رسول للروم، رسول للشرق، رسول للغرب، رسول لجميع من على وجه الأرض، رسول للثقلين، فإذا كان ما يراد النهي عنه ...
طالب:. . . . . . . . .
اصبر اصبر.
فإذا كان ما يراد النهي عنه الغالب فيه الضرر ينهى عنه، نعم يوجد من يتضرر ببعض الأمور وغيره لا يتضرر بها، يعني يوجد بعض الناس يتضرر ببعض الأشياء، وشرائح كبيرة من الناس لا تتضرر هل مثل هذا يقتضي المنع؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- تصور أن الأمم كلها تتضرر بهذا فأراد أن ينهى، فوجد أن الذين يتضررون هم طائفة من العرب، يعني قد يكون لجوهم تأثير، قد يكون لتربتهم تأثير، قد يكون لطبيعتهم وطبائع أجسامهم تأثير، مدخل لهذا التأثير، لكن بقية الأمم لا تتضرر، والرسالة عالمية للأمم كلها، فتأثر بعض الناس بالشيء لا يؤثر على الحكم العام، بدليل أن بعض الناس يتضرر من التمر مثلاً، نقول: التمر حرام؟ نعم؟ ما يستطيع أن ... ، بعض الناس يتضرر من شرب اللبن نقول: اللبن حرام؟ لا، لا أبداً.