ولا شك أن لفظ: الورود يدل على القرب الشديد من الحوض، ودفعهم قبل هذا القرب لا شك أنه أقل في النكاية من دفعهم إذا قربوا منه قرباً شديداً، بحيث كانوا على قربٍ منه، فإذا دفع عنه وهم على حافته، أو على مقربةٍ منه، يكون هذا أشد نكايةً لهم، يقول: فجوابه أنهم يقربون بحيث يرونه ويرون الجنة فيدفعون في النار قبل أن يخلصوا من بقية الصراط، قال السيوطي: وقد ورد التصريح في حديثٍ صحيحٍ عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط، فإن قيل: إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلم يحتاجوا إلى الشراب منه؟ انتهوا من الميزان وانتهوا من الصراط، فما حاجتهم إلى الشرب من الحوض وهم على أبواب الجنة على قربها؟ يقول: فالجواب: بل يحتاجون إلى ذلك؛ لأنهم محبوسون هناك لأجل المظالم، فكان الشرب في موقف القصاص، ويحتمل الجمع بأن يقع الشرب من الحوض قبل الصراط لقومٍ، ويقع تأخيره بعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار، حتى يهذبوا منها على الصراط، ولعل هذا أقوى، قال الشيخ: مرعي -رحمه الله- في بهجته: وهذا في غاية التحقيق جامع للقولين، وهو دقيق.
نعود إلى كلامه لنفهمه: يقول السيوطي: وقد ورد التصريح في حديث صحيح عند الحاكم وغيره بأن الحوض بعد الصراط، فإن قيل: إذا خلصوا من الموقف دخلوا الجنة فلم يحتاجوا إلى الشراب منه؟ فالجواب: بل يحتاجون إلى ذلك، لأنهم محبوسون هناك لأجل المظالم، فكان الشرب في موقف القصاص، ويحتمل الجمع بأن يقع الشرب من الحوض قبل الصراط لقومٍ، وتأخيره بعده لآخرين بحسب ما عليهم من الذنوب والأوزار، حتى يهذبوا منها على الصراط، ولعل هذا أقوى، وأيده الشيخ مرعي في بهجته، وقال: أنه في غاية التحقيق جامع للقولين، وهو دقيق.
لكن إذ نظرنا في هذا القول وهو أن بعض الناس يشرب من الحوض قبل الصراط، ومنهم من يشرب منه بعد مجاوزة الصراط، فهل يكون موقعه قبل الصراط أو بعده؟