للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلام على هل هذا الحوض ممتد؟ وسيأتي في مساحته ما يأتي من التحديد بالنصوص الثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن الصراط أقصر منه بحيث يكون طرف الحوض قبل بداية الصراط، طرفه الأول، وطرفه الثاني بعد نهاية الصراط، فيتحمل أن يشرب منه أناس قبل الصراط وأناس بعده، وعلى هذا ينزل كلام السيوطي الذي أيده الشيخ مرعي، لكن هذا حقيقةً لا يهمنا كثيراً، إنما يهمنا ما يجعلنا نشرب من هذا الحوض، يعني كونه قبل الصراط أو بعده، هذا حقيقةً فائدته العملية المسلكية التي تعود إلينا ونستطيع تحقيقها فائدته إلى النظرية أقرب، لكن الذي يهمنا ويعنينا أن نحقق الاتباع، وأن لا نحدث؛ لأن الحدث كما سيأتي في الأحاديث ((ما أحدثوا بعدك)) وما تقدمت الإشارة إليه، هو سبب الذود عن هذا الحوض، أقول: إذا عرفنا هذا، ففي صحيح مسلم والترمذي من حديث أبي ذرٍ الغفاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: ((والذي نفس محمدٍ بيده ... )) كثيراً ما يقسم النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا ((والذي نفسي بيده)) وكثير من شراح الأحاديث، يقولون: ((والذي نفسي بيده)) يعني روحي في تصرفه، ولا شك أن في هذا فرار من إثبات اليد لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته كما هو المحقق المقرر عند أهل السنة والجماعة، قال: ((والذي نفسي بيده، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة -يعني يسيل في هذا الحوض ميزابان من الجنة- من شرب منه لم يضمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمّان إلى أيلة، وماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل)) وفي الصحيحين عن أنسٍ -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة)) في الحديث الأول يقول: ((ما بين عمّان إلى أيلة)) وفي حديث أنس، في حديث أبي ذر ما بين عمّان وأيلة، وفي حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة)) وفي رواية: ((ما بين المدينة وعمّان)) وفي أخرى: ((يرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)) وفي