ثم يقول السفاريني في شرح منظومته: ثم الطرد قد يكون في حالٍ ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد، يقول: ثم الطرد قد يكون في حالٍ ويقربون بعد المغفرة، إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد، قال: وقد يقال: أن أهل الكبائر يردون ويشربون وإذا دخلوا النار بعد ذلك لم يعذبوا بالعطش؛ لأن من شرب من هذا الحوض لم يظمأ بعده أبداً، لم يظمأ بعد هذه الشربة أبداً، كيف حال أهل الكبائر الذين لا يعدون من المبتدعة ولم يحدثوا؟ هؤلاء أهل الكبائر هم الذين يقول عنهم السفاريني، ثم الطرد قد يكون في حالٍ ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد، قال: وقد يقال: إن أهل الكبائر يَرِدُون ويشربون لماذا؟ لأنهم لم يحدثوا في الدين، ولم يبتدعون فيه، وقد يقال: إن أهل الكبائر يردون ويشربون، وإذا دخلوا النار بعد ذلك لم يعذبوا بالعطش؛ لأن من شرب لم يظمأ بعد ذلك أبداً، فأهل البدعٍ مطرودون عن حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- ومردودون عن الشرب منه.
(ومن نحا) أي وأي شخصٍ من هذه الأمة من ذكرٍ أو أنثى نحا أو قصد سُبل، بضم السين المهملة ككتب، جمع سبيل، وهو الطريق، وما وضح منه وجمعه لأن الأصل أن الطريق واحد، الصراط المستقيم واحد، فلماذا جمع؟ وقال: سبل السلامة، ولم يقل: سبيل السلامة؟ هو نظير ما جاء في قول الله تعالى:{سُبُلَ السَّلاَمِ} [(١٦) سورة المائدة] فيجمع السبل، وإن كان السبيل والطريق والصراط واحد، قال: جمعه لأن الطريق الحق واحد باعتبار خصاله وشعبه المتوصل منها إليه {يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} [(١٦) سورة المائدة] الأصل أن السبيل واحد وهو الطريق، وهو الحق، وهو الصراط المستقيم، لكن هذا الطريق وهذا السبيل يوصل إليه -هذا الغاية- وسائل متعددة، فباعتبار الوسائل يجمع فيقال:{يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} يعني هذه الوسائل الموصلة إلى الصراط، والسبيل الصراط المستقيم، السبيل الواحد وهو الحق.