وأما الأمر بقوله:{وَانْحَرْ} فالمراد به الأضحية والهدي، فمن الهدي ما يجب، ومنه ما يستحب، وأما الأضحية فقد اختلف فيها أهل العلم، والجمهور على أنها سنة، وليست بواجبة، ومن أهل العلم من أوجبها لهذا الأمر، وهذا الأمر بالصلاة والأضحية هو في عيد الأضحى، وأما قوله -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [(١٥) سورة الأعلى] هذا في عيد الفطر، تزكى أي دفع زكاة الفطر، ثم صلى صلاة العيد، وتقديم الزكاة، قد أفلح من تزكى، ثم بعد ذلك صلى، دليل على أن زكاة الفطر تؤدى قبل صلاة العيد، وبهذا جاءت النصوص الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم بعد ذلك يصلي صلاة الفطر.
وهنا {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} الصلاة قبل النحر، وبهذا جاءت السنة.
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الشانئ: هو المبغض، يعني من يبغضك يا محمد ويشنؤك هو الأبتر، هو الأقطع، هو الناقص، الممحوق البركة، فالشانئ: هو المبغض كما في قوله -جل وعلا-: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [(٨) سورة المائدة] فالشانئ: هو المبغض فالذي يبغض النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه هو الأبتر، هو الناقص، هو المقطوع، هو الذاهب البركة، لا بركة فيه ولا خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إذا كان في أسئلة أو شيء، إذا كان عند الأخوات أسئلة فليتفضلن.
فضيلة الشيخ: هناك سائلة تقول: تقوم بنمص الحاجب إرضاءً لزوجها، هل يمكن أن تهنأ بشربة من حوض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا كانت تفعل كل هذه الأمور، ولم تفعل هذا الأمر إلا إرضاءً لزوجها؟