يقول: ما هي الفتن التي ظهرت في الوقت الحالي، اذكرها جزاك الله خيراً؟
هذه أمور تدرك، هذه أمور تدرك، هذه الوسائل التي غزت البيوت، صار الناس يتساهلون بها شيئاً فشيئاً إلى أن استباحوا، إلى أن وصلوا بعضهم إلى حد الإباحية المطلقة، إلى حال البهيمية ويعرض في بيوت المسلمين من الشبهات والشهوات الشيء الذي انحرف بسببه كثير من العوام، عوام من خيار الناس فوق السبعين كانوا عمار مساجد، في روضات المساجد، والآن ما يصلون، هذه ما هي بفتن؟ هذه من أعظم الفتن، إن كنت لا تدركها أنت بنفسك تخشى على نفسك من مثل هذا، ويزين لك شياطين الإنس والجن، يوحون إليك أن هذه القنوات ذات حدين، وأنها فيها نفع، وفيها مشايخ وفيها علم الهرب، الهرب، وغيرها من الفتن، يعني كون الكفار يتسلطون على المسلمين وبعض المسلمين يشرع، وبعض العلماء يتكلم بكلام يرضي به بعض الأعداء، هذه فتن، يقتدى به من قبل عوام الناس، وحينئذ عليهم الوزر، ووزر من عمل به.
كيف نعرف فتن الشبهات وما موقفنا أمامها؟
إذا كنت لا تستطيع أن تميز، فلا يجوز لك أن تعرض نفسك لسماعها؛ لأنه يأتي أحياناً مناظرات بين سني وبدعي، بين سني ورافضي وإلا سني وإلا جهمي، وإلا، المقصود يأتي مناظرات ويأتي أطروحات، أطروحات في هذه القنوات فيقول الإنسان: من باب حب الاستطلاع ويمكن يقر في ذهنك شبهة لا تستطيع اجتثاثها، فأنت إذا كنت لا تستطيع أن تميز فلا يجوز لك أن تعرض نفسك لها.
يقول: هل علي -رضي الله عنه- عذب من غلو فيه بالنار؟ وما هو تعليقكم على ذلك؟
نعم، يقول -رضي الله عنه-:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً ... أججت ناري ودعوت قنبراً
ادعوا فيه الألوهية.
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}[سورة العنكبوت: ٢]، يعني الإنسان ليس في مأمن، مهما بلغ في المنزلة من الفتن لا بد أن يعرض والفتن تعرض على القلوب كالحصير كما جاء في صحيح مسلم عوداً عوداً، لا بد أن تعرض، لكن من ثبته الله -جل وعلا- فهو سالم، وإلا فإنه يشرب مثل هذه الفتن وتَقر في قلبه حتى تغطيه.