للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: ما رأيكم بما يوجد من فتنة الفتوى وتضاربها ووقوع الحرج عند الكثير بما يأخذ فما توجيه ... إلى آخره؟

على كل حال الإنسان إن كان من أهل النظر فعليه العمل بالدليل، إن كان من أهل النظر والاجتهاد، ولا يسعه أن يقلد أحداً، وإن كان من العامة أو من أشباه العامة ممن لم يتأهل للنظر والاجتهاد، فإن عليه أن يقتدي بمن تبرأ الذمة بتقليده، ولا يتخبط ويتتبع الفتاوى التي توافق هواه، فإنه حينئذ يكون عبداً لهواه، وعليه أن ينظر في متبوعه، إن جمع بين العلم والدين والورع فهو أهل لأن يقتدى به،

وليس في فتواه مفت متبع ... ما لم يضف للعلم والدين الورع

قد يقول قائل: أنا والله لا أستطيع أن أميز أيهم أفضل، وأيهم أعلم وأيهم أورع، على كل حال الاستفاضة على ألسنة العلماء، وعلى ألسنة الأخيار كافية في مثل هذا، يعني إذا أثنى عليه أهل العلم المعروفون بالتحفظ والتثبت تكفي.

هل ما يوضع من آلات كهربائية لاصطياد الذباب من قَبيل الإحراق بالنار الذي هو من خصائص الله -جل وعلا-؟

على كل حال هي تخالف وتفارق النار التي هي ذات اللهب، وإن كان فيها شيء من الإحراق والصعق، لكن هذا الناموس المؤذي إذا لم يتحقق دفعه إلا بمثل هذه، فإنما آذى طبعاً جاز قتله شرعاً، وإذا لم يتمكن متمكن من وسيلة غيرها فلا مانع منها إن -شاء الله تعالى-.

يقول: ما الأشياء المستحب عملها في أوقات الفتن؟

ذكرنا بعض الأشياء ولعلها تكفي.

هل العزلة من المستحبات؟

وذكرنا أيضاً ما يتعلق بالعزلة ومتى ترجح، والخلطة ومتى ترجح.

يقول: هل تمرد الدنمركيين الأخباث على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من الفتن، وكيف نتعامل معهم؟

نعم من الفتن، وينظر في الإنسان في المسلم ماذا يقدم؟ هل يجد في نفسه الهم نصرةً لدينه بأقل الأحوال، أو لا يهمه هذا الأمر، علماً بأن الإنسان إذا بذل ما يستطيعه فلا يظن أن هذا شر محض، فالكلام في عرضه -عليه الصلاة والسلام- في قصة الإفك جاء قول الله -جل وعلا-: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ} [سورة النور: ١١].

يقول: هل الواقع الذي نعيشه فتن كقطع الليل المظلم؟