يعني في بلدنا ما يظهر؛ لأن الحق واضح وله من ينصره وواضح في أمام الناس ومعلوم الحلال والحرام والمعروف من المنكر، فلم يأتي زمانه بالنسبة لبلادنا، وإن وجد في بعض الجهات وبعض الأقطار.
يقول: من المعلوم أن للإقبال على عبادة الله أثراً عظيماً في الخلاص من الفتن، فأي العبادات التي لها الأثر الأعظم في ذلك، وهل إخفاء الأعمال الصالحة سبب للخلاص من التعرض للفتن بعد رحمة الله؟
لا شك أن العبادات لها أثر، والعبادة في الهرج كما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((كهجرة إلي)) والمخرج من الفتن كتاب الله، وهو من أشرف العبادات، ومن أشرف الأعمال؛ لأنه أفضل الأذكار، وجاء في الذكر من الشرف والفضل العظيم ما جاء نصوص الكتاب والسنة، فهذه لا شك أن لها أثر كبير في الحماية من الفتن.
يقول: وهل إخفاء الأعمال الصالحة سبب للخلاص من التعرض للفتن؟
هو سبب للإخلاص، من أسباب الإخلاص الذي هو شرط القبول، الذي هو شرط القبول، لكن يبقى أن أخفاء الأعمال قد يكون أفضل، وقد يكون إبرازها أفضل، إذا كان لا يخشى على عمله من رياء وأبرزها من أجل أن يقتدى به، من أجل أن يقتدى به، فلا شك أن أجره أعظم، ومن سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، يعني لو افترضنا أن مسجد ما يجلس فيه أحد بعد صلاة الصبح، ثم جلس، جلس الإمام لا شك أنه بعد مدة طالت أو قصرت سوف يجلس آخر، يقتدي به وينشط، ثم يجلس ثاني، وثالث، ورابع، وهكذا، فمثل هذا عمل ظاهر، ما يقول: أنا والله أروح للبيت وأخفي عملي، لا أحد، نعم جاء في الحديث وهو مصحح عند بعض العلماء:((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن، كالمسر بالصدقة)) وهو يحتمل أنه يقرأ أمام الناس لكن لا يجهر، يقرأ بإخفات، ويحتمل أيضاً أن يسر به في بيته، وإذا حصل هذا وهذا شيء للاقتداء به، وشيء يحفظ به إخلاصه، جمع بين الأمرين فهو أفضل، وأكمل.