هذا يقول: التحدث عن الإنذارات التي تصل إلينا مثل انخفاض درجة الحرارة تحت الصفر، والبرد الشديد، وارتفاع الأسعار، ومقارنتها بالحرارة وانخفاض، إيش؟ والجو الجميل، يقول: ومقارنتها بجودة الحرارة وانخفاض الأسعار والجو الجميل في بلاد الغرب، هل هي اختبار من الله -جل وعلا- أم إنذارات؟
هي لا شك أنها بالنسبة لهم فتنة، ومكافئة لهم في الدنيا، عما يحصل من بعضهم من ما ظاهره أنه خير، حتى إذا وافوا يوم القيامة لم يبق لهم حسنة، وما يحصل في بلاد المسلمين لا شك أنها عقوبات فيما يفعلون، ويمحصون بها، ويمحص بعضهم على كل حال مثل هذه الإنذارات ووجود السعة والرخاء في بلاد الكفار، الدنيا جنة الكافر، سجن المؤمن وجنة الكافر، والدنيا كلها بحذافيرها غير مأسوف عليها، ولذلك الإنسان إنما خلق لتحقيق العبودية فقط، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[سورة الذاريات: ٥٦]، لكن كيف تتحقق هذه العبودية؟ لا بد من الأخذ بأسباب تعين على بقاء النوع، ولذا جاء قوله -جل وعلا-: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[سورة القصص: ٧٧].
يقول: في الدعاء أو الحديث: ((والشر ليس إليك)) وفي القرآن، {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}[سورة طه: ٤٠]، {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[سورة الأنبياء: ٣٥].
القدر كله خيره وشره من الله -جل وعلا-، خيره وشره من الله -جل وعلا-، لكن من باب الأدب في الأسلوب في العبارة ما يضاف الشر إلى الله -جل وعلا-، ولذا جاء في قوله:{أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}[سورة الجن: ١٠]، لما جاء الشر تحدث عن الشر تحدث عنه بصيغة المبني للمجهول، ولما جاء ذكر الخير الرشد أظهر الفاعل وهو الله -جل وعلا-، والكل من الله، لكن من باب التأدب في العبارة وفي الأسلوب، لا يضاف الشر إلى الله -جل وعلا-.
الإقامة بقي عليها شيء؟
طالب: ....
هاه.
في مسائل عامة لا يمكن أن يجاب عنها من قبل فرد، بل هي مما تعم الأمة بكاملها، وهي عملية أيضاً، فيرجع فيها إلى الهيئات العلمية التي وكل إليها مثل هذا الأمر.