لا شك أن التصاوير بجميع أشكالها وآلاتها كثرت وانتشرت وسرت بين المسلمين من غير نكير، كل هذا بسبب كثرة الإمساس واختلاف وجهة النظر، والبحث عن المخارج الذي وقع فيه الناس، قالوا: إنها عمت بها البلوى، فلا بد أن نوجد مخرج يخرجنا من النصوص الشديدة في حكم التصوير، ((وأشد الناس عذاباً المصورين))، ((يقال لأحدهم: أحيوا ما خلقتم))، هذه عظائم لكن مع ذلك تجد كثرتها، تجعل بعض الناس يجيب لها مخارج، فتجد التصوير الشمسي يقول: هذا ليس بتصوير، لا يمكن أن يدخل ضغط زر وتخرج هذه الصورة بهذه السرعة، ويكون من أشد الناس عذاباً، ما يمكن، يقول: ما تتصور هذا، نقول: أيضاً إذا ضغط زر المسدس بلحظة وقتل مسلم فوراً حصل له الوعيد الشديد {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا}[سورة النساء: ٩٣]، يعني سهولة الأمر كلمة ينطق بها يهوي بها في النار سبعين خريفاً، فليس النظر إلى سهولة الأمر وعظمه، النظر في ما جاء فيه من نصوص، فهي الحكم، كون بعض الناس يقول: هذا تصوير أو ليس بتصوير، من أهل العلم، من أهل الفضل، من أهل الخير، من أهل الصلاح، كونه ارتكب هذا الأمر وصور، هذا الأمر إليه، والله المستعان.
الصور المجسمة التي يُجمع عليها أهل العلم الآن تتداول في بيوت المسلمين وفي محافلهم، وفي بلدانهم من دون نكير، على أنها لعب البنات، التي جاءت النصوص بها، وعائشة عندها لعب بنات، وعندها فرس له جناحان وهكذا، يعني اللي عمره ثلاثين، أربعين ما أدرك لعب البنات في ذلك الوقت في بلادنا، هي التي يتحدث عنها، تتحدث عنها النصوص وهي التي يشرحها أهل العلم، لعب البنات قالوا: وساد كبير في رأسه وساد صغير، وانتهى هذا كل لعب البنات، لكن تأتي بلعبة فاتنة مصورة بأدق تصوير، وتتحرك وتتصرف تصرف العقلاء، مضاهاة تامة لخلق الله، إذا أضجعت أغمضت عيناها، إذا أجلست فتحت، إذا صفق لها رقصت، هل هذه لعب البنات التي كانت عند عائشة؟ لا والله إن هذه هي المحرمة بالإجماع، وزاد الأمر فصار يستورد أحجام استغنى بها بعض الفساق؛ لأن هذا سببه الفتنة بمثل هذه الأمور، والسيئة تقول: أختي، أختي تجر إلى ما وراءها، والله المستعان.