للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو صلى الله عليه وسلم كما قال عن نفسه: ((سيد ولد آدم، ولا فخر)) فهو أفضل الأنبياء وأشرف المرسلين، وأما ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- من النهي عن التفضيل بين الأنبياء، جاء عنه قوله -عليه الصلاة والسلام- في الصحيحين: ((لا تفضلوا بين الأنبياء)) وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: ((لا تفضلوني على يونس بن متى)) فكيف نقول أفضل؟ وهو يقول: ((لا تفضلوني))؟ ولو سئل منا الواحد منا, أيهما أفضل محمد أم موسى -عليهما الصلاة والسلام-؟ لقال: محمد دون تردد، وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: ((لا تفضلوا بين الأنبياء)) ((ولا تفضلوني على يونس)) هذا النهي إنما يتجه إذا اقتضى التفضيل تنقص المفضول، تنقص المفضول، وإلا فالقرآن الكريم مصرح بالتفضيل {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(٢٥٣) سورة البقرة]، وجاء في النصوص ما يدل على فضله -عليه الصلاة والسلام- والرسول -عليه الصلاة والسلام- أعلم الخلق وأتقاهم، وأخشاهم لله -عز وجل- وهو أشجع الناس، وهو أكرم الناس، كما جاء بذلك الأحاديث الصحيحة، وغير ذلك من الأخلاق والشمائل التي اجتمعت فيه -صلى الله عليه وسلم- مما شمله قوله -جل وعلا-: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [(٤) سورة القلم]، قالت عائشة -رضي الله عنها- لما سئلت عن خلقه -عليه الصلاة والسلام- قالت: "كان خلقه القرآن" فهو ترجمة عملية لما جاء في القرآن، من امتثال تام، للأوامر واجتناب للنواهي فترجمة عملية لهذا الدين العظيم، وأوجب الله -جل وعلا- محبته على كل شيء، ففي الحديث الصحيح: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) وفي الصحيح –أيضاً- من حديث عبد الله بن هشام -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر -رضي الله تعالى عنه- فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال له عمر-رضي الله عنه-: فإنه الآن، والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الآن يا عمر)) يعني هذه المحبة القلبية التي لا تتولد في لحظة،