فصاروا مع ذلك معطلة في الصفات، وقالوا: خلْقُ الجنة قبل الجزاء عبث فإنها تصير معطلة مدداً متطاولة ليس فيها سكانها، وقالوا: ومن المعلوم أن ملكاً لو أتخذ داراً واعد فيها ألوان الأطعمة والآلات والمصالح وعطلها من الناس ولم يمكنهم من دخولها قروناً متطاولة، لم يكن ما فعله واقعاً على وجه الحكمة، ووجد العقلاء سبيلاً إلى الاعتراض عليه، يعني هم شبهوا الخالق -جل وعلا- بخلقه، وجعلوا ما يليق بالمخلوق هو اللائق بالخالق، وهذا نسأل الله السلامة والعافية من ضلالهم، وبعدهم، وحيدهم عن النصوص، واستعمالهم واسترسالهم في تحكيم العقول على النصوص، وتقديمهم الآراء على ما جاء عن الله وعن رسوله، في أمور لا يمكن للعقل البشري أن يصل إليها، فحجروا على الرب تعالى بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وشبهوا أفعاله بأفعالهم وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة، وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي شرعوها هم، وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب، أو حرفوها عن مواضعها، وضللوا وبدعوا من خالفهم فيها والتزموا فيها لوازم أضحكوا عليهم فيها العقلاء".