لا شك أن من استرسل وراء الأوهام أنه لا بد أن يأتي بشيء مضحك، يعني لو قيل لشخص جالس في هذا المسجد: ما الذي وراء هذا الحائط؟ هل يستطيع أن يدرك؟ يعني في أمور مطردة يمكن يقول: هذه مواقف سيارات؛ لأن فيها سيارات، هذا الغالب، وقد يصيب في هذا، لكن في أمور لا يمكن، ليس لها نظير تقاس عليه، ليس لها نظير يمكن أن تقاس عليه، معروف أن الجهات المحيطة بالمسجد أنها إما مواقف وإلا شوارع يمكن يصيب في مثل هذا الأمر، لكن هناك أمور لا يمكن أن تدرك؛ لأنها لا يوجد ما يقاس عليها، لا تدركها الأفهام، ولا تبلغها الأوهام، لو قيل لشخص: ما الذي تحت الأرض مثلاً؟ ما يدري، ما الذي وراء الحائط؟ ما يدري، ما الذي فوق السطح؟ ما يدري، وهذه في أمور قريبة ومطردة ويمكن الوصول إليها بسهولة، ولها نظائر يمكن أن تقاس عليها، كيف يتكلم الإنسان في أمور لا يمكن إدراكها؛ لأنها لم تر، ولم تحس، إنما جاءت بها النصوص السمعية، فيجب الوقوف على هذه النصوص السمعية ولا تُتعدى، وليس هذا من باب التفويض الذي يقول به بعض المبتدعة؛ لأن أهل السنة يُمرون آيات الصفات كما جاءت، ويعتقدون أن لها معان لائقة بالرب -جل وعلا-، لكن المفوضة يقولون: ليس لها معان، فنحن ندرك ما مُكّنا من إدراكه، ولا ندرك ما حجبنا عن إدراكه، يعني بعض الناس قد يلتبس عليه أمر التسليم، تسليم السلف والأئمة لما جاء عن الله ورسوله فيما يتعلق بالله -جل وعلا-، ويلتبس عليه ما يراه أهل التفويض، ومع الأسف أنه كتب بعضهم، بعض طلاب العلم أن مذهب أهل السلف، مذهب السلف التفويض، وجاء بأقوالهم التي تدل على أن آيات الصفات تمر كما جاءت، ولا يتعرض لها، يقول: ما الفرق بين هذا وهذا والتفويض؟ نقول: يا أخي فرق بين أن تسمع كلمة زيد رجل في المغرب مثلاً، تسمع عن شيخ من المشايخ أن اسمه زيد، وبين عكس كلمة زيد، ديز مثلاً فالمفوضة يرون الصفات مثل زيد، لا معنى لها البتة، والذي يثبت الصفات على ما جاء عن الله وعن رسوله من غير مشابهة لمخلوق، لكن هذا من باب التنظير يعرف أن زيد العالم الفلاني في المشرق أو في المغرب أنه مثل الناس، تحس أن، أو له صفات، له عينان، وله سمع، وله بصر، وله يدان، وله رجلان، إلى