المحرمات، ولذا عرف عن كثير من السلف أنهم تركوا -كما قال بعضهم- تسعة أعشار الحلال خشية أن يقعوا في الحرام، فعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه إيجاداً وتركاً، فيحرص على إيجاد العبادات المتنوعة، ومن فضل الله -جل وعلا- على هذه الأمة تنوع العبادات؛ لأن كل إنسان يجد من هذه العبادات المتنوعة ما يرتاح له مما يوصله إلى الله -جل وعلا-، وبعض الناس يرتاح إلى الصلاة فلا مانع عنده من أن يصلي في اليوم والليلة مائة ركعة هذا باب فتحه الله له، وهو باب موصل مرضاة الله -جل وعلا-، بعض الناس يرتاح بالبذل في وجوه الخير ويستصعب عليه الصلاة فهذا فتح له باب، بعض الناس يرتاح لصيام الهواجر وقيام الليالي الشاتية هذا فتحت له أبواب وإن وصدت دونه أبواب، من نعم الله -جل وعلا- أن فتح لنا هذه الأبواب المتنوعة يعني لو كانت العبادات باب واحد، الناس لا شك أنه يحرم منها كثير من الناس، يعني بعض الناس مستعد يجلس جلسة واحدة يقرأ عشرة أجزاء، لكن إذا قام يأتي بركعتين أثقل عنده، وبعض الناس عنده استعداد يصلي ليل نهار لكن ما يبذل درهم أو يصوم يوماً.
على كل حال على المسلم الذي فتح له باب من أبوا بالخير أن يلزمه على أن يأتي بجميع ما افترض الله عليه ويترك جميع ما حرم الله عليه ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ولكن ((إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)) ما في خيار ولا مثنوية؛ لأن المنهي عنه متصور تركه، بينما المأمور به قد يتصور العجز عنه.
الفقرة الثالثة في العنوان، في عنوان المحاضرة الاعتكاف: