على كل حال من سافر وله عمل يعمله في الحضر، يكتب له ما كان يعمله مقيماً، وكذلك إذا مرض؛ لكن في مثل هذه الليالي لا يفرط في العمل الصالح ولو كان مسافراً.
يقول: يوجد مسجد خارج حارتنا ويبعد حوالي عشر دقائق بالسيارة وإمامه حسن الصوت ويطيل في قيامه ومناسب لي جداً لحصولي فوائد عظيمة كالخشوع وتدبر القرآن فهل ذهابي جائز؟
جائز، وهو الأنفع لقلبك، على أن تشعر الإمام أنك ما تركته زهداً فيه ولا كراهة لشيء من أفعاله، إمام مسجدك القريب منك، لتستمر المودة والمحبة التي من أجلها شرعت الجماعة.
يقول: هل أفضل صلاة التراويح مع الإمام أول الليل أو تأخيرها آخر الليل في البيت؟
هذا سبق الحديث عنه.
يقول: انتشرت في هذه الأزمان عند بعض الشباب تتبع الأصوات الحسنة للأئمة مما أدى إلى تطريب بعض الأئمة لأصواتهم وتلحينها تلحيناً يشبه الأناشيد؟
على كل حال التطريب ممنوع، وجُرح المنهال بن عمر لكونه يقرأ القرآن بالتلحين، ليس معنى التلحين أنه يغني، لا، لكن يمد بعض المدود الزائدة، وهذا أمر مخترع ومبتدع؛ لكن تزيين الصوت بالقرآن مطلوب وجاء فيه:((زينوا القرآن بأصواتكم)) ((ليس منا من لم يتغنَ بالقرآن)) ((ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي تغنى بالقرآن)) المقصود أن تحسين الصوت مطلوب.
وقد يقول قائل: إذا تأثرت من تحسين الصوت ولم أتأثر بالقراءة نفسها من إمام أقل منه صوتاً، فأنا ما تأثرت بالقرآن، أنا تأثرت بالصوت، نقول: لا يا أخي، أنت تأثرت بالقرآن المؤدى بهذا الصوت، وهذه مسألة تشكل على كثير من الناس، يقول: أنا أسمع سورة الواقعة من فلان ما كأنها قرآن، ولا أتأثر، وأسمعها من فلان فأتأثر، نقول: أنت ما تأثرت بالصوت، تأثرت بالقرآن المؤدى بهذا الصوت، ولذا أمرنا بتزيين الصوت بالقرآن.
يقول: ما رأيك من تتبع الأصوات خلال صلاة التراويح والقيام، والذهاب إلى المساجد البعيدة، ولذلك هل صحيح عشق الأصوات مثل عشق الصور، ومن يتعبد بها فقد شابه المتصوفة؟