للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كثيرٌ من الناس يحرص على أن يجتهد في هذا الشهر المبارك؛ لكنه لم يتعرف على الله في الرخاء، ليست له معاملة مع ربه طول العام، ثم يريد أن يقبل في هذا الشهر المبارك، لا شك أنه لا يعان على ذلك، كثيرٌ من الناس يتفرغ في رمضان أو في نصفه أو في العشر الأخيرة منه، ويهجر أهله ووطنه، ويذهب إلى الأماكن المقدسة ليتفرغ للصلاة والصيام وقراءة القرآن، ثم يجلس بعد صلاة العصر يفتح المصحف، يعني المتوقع أن يقرأ خمسة ستة في أيام الشتاء وإلا عشرة في أيام الصيف، يفتح المصحف ثم يقرأ خمس دقائق ورقة ورقتين ثم يلتفت يميناً وشمالاً لعله يجد أحد، وإلا ذهب يبحث عن الناس؛ لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء، وليس له وردٌ مرتب، حزب مقرر يومياً من القرآن، ونظير ذلك من يحج، ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) والحج أربعة أيام، يقول: لن أتكلم بكلمة باحفظ الحج، وهو ديدنه طول العام القيل والقال، لا شك أنه لن يعان على السكوت خلال أربعة أيام، إن جاءه أحد وإلا ذهب إلى الناس يتحدث معهم.

فالوصية وصية عظيمة، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، نريد أن نعمل بأوقات المواسم ونجد أننا لا نعان على ذلك، تجد الإنسان طول أيام العام يسهر، فإذا جاء وقت النزول الإلهي تجده في صراع مع نفسه هل يوتر أو لا يوتر؟ وهو محسوب على أهل الفضل وطلب العلم، صراع هل يوتر وإلا ما يوتر؟