الحسنة تقول: أختي أختي، لو أنفقت هذه الساعات أو بعض هذه الساعات فيما يرضي الله -جل وعلا- أعنت على هذا الوتر، فتجده يبرر لنفسه أوترت البارحة، ولا يريد أن أشبه الوتر بالواجبات، الليلة جمعة، وقد نهي عن تخصيص يوم الجمعة بالقيام، تعليلات، وهو جالس كل الليل في القيل والقال، لا يعان على الوتر إحدى عشر ركعة، تسع ركعات، سبع ركعات، خمس ثلاث، ولو واحدة أحياناً، قد يقول وهو يغالط الحقيقة، الساعة ثنتين الآن الأذان الساعة أربع أربع ونصف أقوم قبلها بعشر دقائق ربع ساعة وأوتر، أقول: هذا في الغالب يضحك على نفسه، ما أعين وهو مستيقظ كيف يعان وهو نائم؟! فعلينا أن ننتبه لهذا الأمر، نتعرف على الله، تكون صلتنا بالله -جل وعلا- مستمرة دائمة غير منقطعة {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ} [(١٦٢ - ١٦٣) سورة الأنعام] أما أن نأتي في أوقات المواسم وأوقات المضاربات ونريد أن نكتسب، ودهرنا كله تفريط، لا يمكن أن يصير هذا، وإلا ما الفرق بين العابد والمفرط؟ لا يظهر الفرق بين العابد والمفرط، والله المستعان.
أثابكم الله، لكن طالب العلم اللي يجلس في رمضان ويحتج في مالك وغيره من السلف فهل يعذر في هذا الزمن الذي الناس في حاجة فيه إلى الدروس والمواعظ؟
هو الغالب –غالباً- أن النفع المتعدي أفضل من اللازم، هذه قاعدة أغلبية عند أهل العلم، وإن كانت الصلاة نفعها قاصر، أفضل من الزكاة وهي نفعٌ متعدي؛ لكن القاعدة أغلبية في نوافل العبادات لا شك أن النفع المتعدي أفضل من القاصر، يبقى أنه في وقت الاعتكاف في العشر الأخيرة من رمضان أهل العلم قاطبة ينصون على أن هذه الأيام إنما تكون للعبادات الخاصة، ليتفرغ القلب في هذه الأيام أو في هذه الليالي العشر للعبادات الخاصة من صلاة وتلاوة وصيام وذكر فقط، إلا في شيء يسير لا يعيقه عما هو بصدده في مسائل علمية يسيرة، يعني تعينه أيضاً على ما بصدده، يتوسعون في هذا، يتسامحون في مثل هذا، وإلا فالأصل أن مثل هذا خاص، وما عدا ذلك نرجع إلى الأصل العام، وهو أن النفع المتعدي أفضل من القاصر.