مثل ما ذكرنا يحفظ كتب الطبقة الأولى، والآن كل شيء متيسر، هذه الكتب تشرح الآن في المساجد، وسجل عليها شروح كثيرة، كون الطالب -ولله الحمد- يحفظ هذه المتون، ويسمع ما سجل عليها، ويحضر الدروس يصير له أمر كبير، ويهتم بكتب الطبقة الأولى التي هي الأساس، التي هي باصطلاح أهل المقاولات يسمونها ميدة، الأساس الذي يبنى عليه غيره، هي الأصل ثم بعد ذلك يرتقي إلى كتب الطبقة الثانية، ومع الأسف أنه يوجد من يقول: لماذا لا تجرد كتب الطبقة الثانية، فيذكر زوائدها على كتب الطبقة الأولى؟ نحن اعتمدنا في الطبقة الأولى مثلاً العمدة، يعني نمشي على ترتيب الموفق، عمدة الفقه مثلاً نعم، لماذا ندرس المقنع في الطبقة الثانية وتسعين أو سبعين بالمائة من مسائل المقنع مرت بالعمدة فلماذا نكرر؟ نقول: يا أخي لا بد من التكرار، التكرار أمر لا بد منه، كون المسألة تمر عليك مرة واحدة في عمرك، هل يكفي لفهمها وثبوتها في ذهنك، تنساها؛ لكن إذا مرت عليك بأسلوب آخر بأبسط بوجوه باستدلال، كما في الكافي مع ذكر المذاهب والأدلة، كما في المغني، لا شك أن هذه المسائل ترسخ في ذهن طالب العلم.
يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) ... إلى آخره، فهل يفهم من هذا الحديث التعديل المطلق لطلبة العلم والعلماء؟
هذا الحديث أولاً: مختلف في ثبوته وصحته، وصححه بعض العلماء، والإمام أحمد يميل إلى ثبوته، فيما نقله عنه الخطيب في شرف أصحاب الحديث وغيرهم، نقل عن الإمام أحمد تصحيحه، وفهم منه ابن عبد البر أن هذا تعديل لكل من يحمل العلم، كل من حمل العلم فهو عدل لقول المصطفى.
قلت: ولابن عبد البر كل من عني ... بحمله العلم ولم يوهنِ
فإنه عدل بقول المصطفى ... يحمل هذا العلم لكن خولفا