لكن خولفا، الواقع يشهد بأنه يوجد من يحمل العلم، وأنا عندي تحفظ على إطلاق كلمة علم على ما يحمله من لم يعمل بعلمه، يوجد في الواقع من يحمل مسائل علمية بأدلتها يتصورها تصوراً صحيحاً دقيقاً بأدلتها بعجرها وبجرها وعنده شيء من المخالفات، فهل نستطيع أن نعدل من خلال هذا الحديث من حمل العلم وهو يرتكب محرمات، ألا يوجد ممن يرتكب محرم وهو يقال له: عالم ويحمل شهادات عليا، ويعلم التعليم الشرعي، لا يمكن أن نعدله، فإما أن نقول: أن الحديث جاء لحث أهل العدالة على حمل العلم، كما جاءت الرواية:((ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) حث للعدول أن يحملوا العلم، ولا يتركوا المجال لغيرهم أن يحملوا هذا العلم، أو نقول: أن ما يحمله الفساق ليس بعلم، ما يحمله الفساق ليس بعلم، وهذا هو المتوجه عندي، وإن سماه الناس علماً، وهو في الحقيقة ليس بعلم، يعني علم ما ينفع، إيش الفائدة؟ ومن أوضح الأدلة على ذلك قول الله -جل وعلا-: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ} [(١٧) سورة النساء] عمل السوء، ارتكب مخالفة جاهل وإن كان من أعلم الناس، يعرف أن الزنا حرام، هل نقول: أنه عالم عنده الأدلة أن الزنا حرام، ويزني، هل نقول له: عالم؟ لو قلنا: عالم لقلنا: أن توبته لا تقبل، والنص القطعي في الثبوت والدلالة يدل على أن توبته مقبولة، يعمل السوء بجهالة، هل معنى هذا أنه لا يعلم الحكم؟ يعلم الحكم، ولذا يقرر أهل العلم أن كل من عصى الله فهو جاهل.
يقول: ما الفرق بين النسخة السلطانية واليونينية لصحيح البخاري؟