ومما ينصح به طلاب العلم قراءة فتاوى العلماء المعاصرين، وهي موجودة ولله الحمد؛ لأنها تعالج قضايا حية، موجودة وبأسلوب يفهمه كل أحد، مثل فتاوى الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين أو اللجنة الدائمة أو غيرها من الفتاوى الموجودة -ولله الحمد- وجود كثرة، ليسير على الجادة، ويتصور التصور الصحيح، ولا تكثر الشواذ عنده؛ لأن بعض الناس يكون علمه من الكتب، وظروف ما أفتي به قبل خمسمائة أو ستمائة سنة في بلد من البلدان أو لشخص من الأشخاص قد تختلف عن الظروف التي نعيشها وإن كان هناك قدر مشترك وهو الكثير الأغلب في أحكام الدين أنها ثابتة لا تتغير، قد يتغير جواب العالم بالنسبة لزيد عن جوابه لعمرو، لما يحتف بزيد من الأمور التي جعلت الحكم يخفف عليه، وعلى ذاك يشدد؛ ولأن هذا جاهل عذر بجهله، وذاك غير جاهل، يعني على سبيل المثال سئل الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن قوم يطوفون على قبر في بلد ما، وسئل نفس السؤال عن بلد آخر، فأفتى بأن هؤلاء البلد أو هؤلاء الناس كفروا بهذا، وأولئك عذرهم بالجهل؛ لأنه يعرف من حال هؤلاء أنهم بلغتهم الدعوة، وبين لهم الحق، وأصروا على ذلك، وأما أولئك فهم معذورون بجهلهم، فالذي يسمع الفتوى هذه والفتوى هذه يقول: اضطرب جواب الشيخ، ومرده إلى هذا.