للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال يزيد بن المقرّع الحميري.

أناس أجارونا وكان جوارهم ... أعاصير من فسو «١» العراق المبذر «٢»

وهذا مثل ضربه الله تعالى لنفقة المنافق المرائي، يقول: عمل هذا المرائي لي حسنة لحين الجنّة فينتفع بها كما ينتفع صاحب الجنّة بها وإذا كبر وضعف وصار له أولاد صغار أصاب جنته إعصار فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ أخرج ما كان إليها وضعف عن إصلاحها لكبره وضعف أولاده عن إصلاحها لصغرهم ولم يجد هو ما يعود على أولاده به، ولا أولاده ما يعودون به على أبيهم فينتفي هو وأولاده فقرا عجزه متحيّرين لا يقدرون على حيلة، فكذلك يبطل الله على هذا المنافق والمرائي حين لا مستعتب له ولا توبة ولا إقالة من عبرتهما وديونهما.

قال عبيد بن عمير: [ضربت مثلا للعمل يبدأ فيعمل عملا صالحا فيكون مثلا للجنة التي من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات، ثم يسيء في آخر عمره] ، فيتمادى في الإساءة حتّى يموت على ذلك، فيكون الأعصار الذي فيه نار التي أحرقت الجنة مثلا لإساءته التي مات [وهو] عليها «٣» .

كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا تصدّقوا مِنْ طَيِّباتِ خيار وجياد نظير قوله: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ «٤» . ابن مسعود ومجاهد: حلالات، دليله قوله: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ «٥» .

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ «٦» .

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «قسّم بينكم أخلاقكم كما قسّم بينكم أرزاقكم وإن الله طيّب لا يقبل إلّا طيبا، لا يكسب عبد مالا من حرام فيتصدّق منه، فيقبل منه ولا ينفق منه، فيبارك له فيه ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النار، وأن لا يمحو السيء بالسيء ولكنّه يمحو السيء بالحسن والخبيث لا يمحو به الخبيث» «٧» .

ما كَسَبْتُمْ بالتجارة والصناعة من الذهب والفضّة.

قال عبيد بن رفاعة: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يا معشر التجّار أنتم فجّار إلا من


(١) فسو حي من عبد قيس، وفي الأغاني: قسو.
(٢) معجم البلدان: ٥/ ١٣٤، وتاريخ الطبري: ٤/ ٢٣٦.
(٣) تفسير الدر المنثور: ١/ ٣٤٠ وتفسير الطبري: ٣/ ١٠٦، وما بين معكوفين منه.
(٤) آل عمران: ٩٢.
(٥) سورة المؤمنون: ٥١.
(٦) سورة البقرة: ١٧٢.
(٧) مسند أحمد: ١/ ٣٨٧ ومجمع الزوائد: ١/ ٥٣ بتفاوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>