للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى نزلت في ناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم كانوا يشربون الخمرة، ويشهدون الصلاة وهم نشاوى، فلا يدرون كم يصلّون، ولا يدرون ما يقولون في صلواتهم، فأنزل الله عزّ وجلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى نشاوى من الخمر، جمع سكران، وقرأ النخعي: (جنبا) وهما لغتان.

حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وتقرؤون في صلاتكم، وكانوا بعد نزول هذه الآية يجتنبون السكر أوقات الصّلاة، حتى نزل تحريم الخمر في سورة المائدة. سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى، قال: لم يعن سكر الخمر، إنّما يعني سكر النوم.

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا نعس أحدكم وهو في الصّلاة، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنّه إذا صلّى وهو ينعس، لعلّه يذهب فيستغفر فيسبّ نفسه» «١» [٣٢٢] .

هشام بن عروة أيضا عن أبيه عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا نعس الرجل وهو يصلّي، فلينصرف فلعلّه يدعو على نفسه وهو لا يدري» «٢» [٣٢٣] .

همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول، فليضطجع» «٣» [٣٢٤] .

وروي عن عبيدة السلماني في هذه الآية أنّه قال: هو الحاقن، دليله

قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يصلينّ أحد كم وهو يدافع الأخبثين «٤» » «٥» [٣٢٥] .


(١) مسند أحمد: ٦/ ٥٦.
(٢) السنن الكبرى: ١/ ٩٧.
(٣) كنز العمال: ٧/ ٧٨٩ ح ٢١٤٢٠.
(٤) في جميع المصادر: يدافع بولا وطوفا. [.....]
(٥) كنز العمال: ٨/ ١٧٩ ح ٢٢٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>