للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا أجمع أهل الحديث على قول فهو حجة، وإذا أجمع أهل الفقه على قول فهو حجة، بل إذا أجمع أهل اللغة على قول فهو حجة عند أهل اللغة، فإذن إجماع أهل كل فن حجة.

ومن الإجماعات في اللغة: أن الأزهري حكى إجماع أهل اللغة على أن الإيمان لغة التصديق (١)، والمراد في اللغة لا في الشرع.

وهذا حجة؛ لأن إجماع أهل كل فن حجة، ومن خالف فهو محجوج بهذا الإجماع.

وأما في الشرع فهو: قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (٢).

إيرادٌ ودره

فإن قيل: تقدم أن الإجماع حجة في الشرع؛ لأن الشرع محفوظ فكيف يطرد هذا في اللغة؟

يقال: لأن اللغة وسيلة لفهم الشرع؛ لذا ذكر المعلمي - رحمه الله -: أن اللغة محفوظة بحفظ القرآن، قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]، قال: ومن ذلك أن لغة العرب محفوظة لأن بها يفهم القرآن (٣).


(١) انظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (١٥/ ٣٦٨).
بلفظ: «واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن (الإيمان) معناه: التصديق».
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٣/ ١٥١): «ومن أصول أهل السنة أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية».
وقال-ناقلًا كلام ابن عبد البر مقرًا له- (٧/ ٣٣٠): «أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل ولا عمل إلا بنية والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والطاعات كلها عندهم إيمان ... ».
(٣) انظر: «التنكيل» للمعلمي اليماني (١/ ٢٣٤).

<<  <   >  >>