مدنية إجماعا قيل إلا قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (١) الآية فإنها نزلت يوم النحر بمنى، وهذا بناء على غير الصحيح، وهو أن ما نزل بمكة بعد الهجرة يسمى مكيّا والصحيح أن ما نزل قبل الهجرة بمكة مكي سواء نزل بمكة أو غيرها، وما نزل بعدها مدني سواء نزل بالمدينة أو مكة أو غيرهما من الأسفار.
وآيها مائتان وثمانون وسبع بصري، وست كوفي، وفي قول مكي، وخمس في الباقي ومكي في القول الآخر.
جلالتها اثنان وثمانون ومائتان.
١ - الم* مده لازم والوقف عليه تام على الأرجح وفاصلة عند الكوفي.
فِيهِ* قرأ المكي بوصل الهاء بياء لفظية على الأصل، والباقون بكسر الهاء من غير صلة تخفيفا وهكذا كل ما شابهه هذا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء فإن كان غير ياء نحو: مِنْهُ* واجْتَباهُ* وخُذُوهُ* فالمكي يضمها ويصلها بواو والباقون يضمونها من غير صلة هذا هو الأصل المطرد لكلهم ومن خرج عنه نبينه في موضوعه إن شاء الله تعالى:
٣ - هُدىً لِلْمُتَّقِينَ إذا التقت النون الساكنة أو التنوين مع اللام أو الراء نحو فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا*، مِنْ رَبِّهِمْ* ثَمَرَةٍ رِزْقاً فإن النون والتنوين
(١) الآية رقم (٢٨١) من سورة البقرة وقد قيل إن هذه الآية هي آخر ما نزل من القرآن الكريم، ولعل أصحاب هذا القول قالوا هذه الآية هي آخر ما نزل من الذكر الحكيم لأن الرسول- صلى الله عليه وسلّم- توفي بعدها بتسع ليالي، وفي هذه الآية إشارة إلى الاستعداد ليوم المعاد، والرجوع إلى الله تعالى وهو عاقبة الأمور، وهناك آراء أخرى تقول إن آخر ما نزل من القرآن غيرها، وقد اختلف العلماء حول ذلك اختلافا كبيرا، وذلك لأنه ليس هناك ما هو مرفوع إلى النبي- صلى الله عليه وسلّم- وليس هذا محل ذكر الخلاف في ذلك، والله أعلم.