رمضان سنة ٨٠٣. ودفن مع شهداء أحد بالقرب من سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في قبر حفره بيده لنفسه. ويقال: إنه رام الانتقال عن المدينة قبل موته بشهر فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وهو يقول له: أترغب عن مجاوراتي؟ فانتبه مذعوراً، وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها؛ فلم يلبث إلا قليلاً حتى مات - رحمة الله عليه - ويحكى أنه كان يلقب بمقبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكون كان يصلي " عليه " بهذه الصلاة " اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل " فرأى رجل من أكابر المدينة المنورة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين هم المذكور بالتحول عنها، وهو يقول له: قل لفلان لا يسافر، فإنه يحسن الصلاة علي. فسئل الشيخ المزبور عن كيفية الصلاة فذكرها. ويقال: إنه أول إمام للحنفية بالروضة النبوية. وقد فرغ بعض أولاده هذه الوظيفة للخطيب إلياس. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. وقد ترجم هذا البيت كثير من السلف.
يقول جامعه - لطف الله به: قد أدركت من أهل هذا البيت الشيخ سعيداً الخجندي وأولاده: عبيداً، وعلياً، وجلأ، والدتهم الشريفة آمنة بنت السيد علي أسعد البلخي. وقد ماتوا جميعاً. وآخرهم موتاً الشيخ جلال في سنة ١١٥٠. وأعقب بنتين: آمنة وسعيدة وكلية أيضاً. وتزوجت آمنة على سليمان طوبجي المشهور ب " بقر " وولدت له ولداً وبنتاً. وتوفيت سنة ١١٦٨. وبموتها انقرض هذا البيت. وقد آلت أوقافهم وتعلقاتهم إلى أولاد " بقر " ثلث وقف العينية وثلاث أرباع الحديقة