وأما إبراهيم فمولده في سنة ١١٥٣. وهو موجود اليوم. وصار من الإسباهية. وسافر إلى الروم لأجل الدنيا. وجمع " منها " شيئاً كثيراً. وعنده قبلها مثلها، ومع ذلك يكاد نفسه يحرمها، وهو مظهر من نفسه الفقر، والتقشف، وساكن وحده في وكالة. ومع ذلك - على ما بلغني - أنه لا يخرج منها حق الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها ... " إلخ الآيات.
[بيت المجدجي]
" بيت المجدجي ". ومعناه بالتركية المبشر، لأن من عادة الدولة العلية أن يجعلوا رجلاً يخرج في كل عام نصف رمضان، ويدخل يوم المولد الشريف ويواجه حضرة مولانا السلطان في ذلك الموكب العظيم، وصحبته النامة الشريفة وجملة من المكاتيب العلية فتقرأ في المجلس. ومضمونها بأن الحرمين الشريفين سارة وقارة، وأن جميع الحجاج قد حجوا ودعوا لحضرة مولانا السلطان فيحصل له بذلك فرح عظيم، وينعم على هذا الرجل المجدجي بأنواع الإنعام والتكريم. وهذا يكون في كل عام. أدام الله دولة مولانا هذا الإمام.
وكان منهم محمد آغا الرومي. وقد قدم المدينة المنورة مهاجراً إلى الله ورسوله في سنة ١٠٦٠. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حمزة والد إبراهيم، وكريمة، زوجة عبد الله آغا ظافر، والدة أولاده.
فأما إبراهيم فأعقب صاحبنا أحمد، والد إبراهيم الموجود اليوم بمصر المحروسة حوالة لأهل المدينة.