وأما رجب المذكور، فنشأ نشأة صالحة. وصار مشداً بباب الحجرة النبوية. وتوفي شاباً في سنة ١١٤٢. ولم يعقب. وقد أضاع ماله في الترفهات.
وأما شعبان المزبور فقد أضاع ماله في أكل الأفيون. وطال عمره حتى صار ربما يسأل الناس. وتوفي في سنة ١١٨٧. وأعقب بنتاً تسمى محصنة، زوجة الخطيب حسن الغلام.
[بيت السندي]
" بيت السندي ". نسبة إلى بلاد السند المشهور. وإليه ينتسب كثير. فمن أشهرهم بيت أحمد أفندي السندي. ومنهم بيت الدرويش عثمان السندي. ومنهم بيت الشيخ مقيم السندي وغيرهم. وبلغني أنهم يبلغون يوم تاريخه في العدد مائتي شخص. ولهم أوقاف من بيوت ونخيل توزع عليهم كل عام على يد شيخهم وناظرهم.
ومنهم صاحبنا العلامة الشيخ أبو الحسن السندي. قدم المدينة المنورة سنة ١١٦٥. وكان رجلاً فاضلاً، اشتغل بعلم الحديث حتى لربما لم يصر له نظير ولا شبيه، ملازماً للمسجد الشريف النبوي حتى بلغت دروسه في اليوم والليلة أكثر من عشرة. واشتغل أيضاً بتحصيل الدنيا فتحصل على أموال عظيمة. وصار يعد من أصحاب الثروات. وتزوج عدة زوجات. وتوفي سنة ١١٨٧. وأعقب من الأولاد: أحمد.