لما كنا مجاورين بمكة المكرمة. وكان حسن الصوت له معرفة تامة بالغناء. وله عدة أولاد. وكذلك أخوه السيد عبد الوهاب ركن كانت بيننا وبينه بمكة المكرمة صحبة ومحبة. وكان رجلاً كاملاً، فاضلاً، حسن الخط.
ولهما أخ ثالث يسمى السيد عبيد فأدركناه. وكان رجلاً شاعراً ماهراً. وقفت له على كثير من القصائد النبوية وغيرها. ومن شعره البيتان المشهوران:
أخا الرأي لا يغررك قول ملبس ... يكيف آراء الورى بقياسه
تزيا بزي الآدمي، وإنه ... حمار. ولكن رحله فوق رأسه
[بيت رشيد]
" بيت رشيد ". أصلهم رشيد الشرقي من بلاد المشرق. قدم المدينة المنورة سنة ١٠٨٠. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة سنة ١١٣٥. وأعقب من الأولاد: عبد النبي. فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة، ولاحت عليه لوائح السعادة إلى أن حال حاله وكثرت أمواله، فاشترى بيتاً كبيراً في آخر زقاق العاصي، ونخلاً بجزع السيح وغيرهما. وأوقفهما على أولاده. وهما بأيديهم " إلى " اليوم. توفي سنة ١١٣٠. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله، وعمر، وفاطمة.