فأما مصطفى فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، أشبه الناس بأبيه. وتوفي شاباً عن غير ولد.
وأما عبد الله فكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة. وتوفي شاباً.
وأما محمد فكان رجلاً صالحاً. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة ١١٦٨. وأعقب من الأولاد: يوسف الريس المؤذن اليوم بالريسية. وهو رجل لا بأس به وهو موجود اليوم. ولم يولد له فلعله عقيم.
وأما عبد الكريم بن أبي بكر جلال ولي الدين فكان رجلاً مباركاً. نفاه أيوب آغا شيخ الحرم إلى مكة المكرمة في شبيبته، اتهمه بعض الناس بأنه ينظر إلى نساء الناس إذا طلع المنارة الريسية؛ فلم يزل مقيماً بمكة المكرمة إلى أن توفي بها سنة ١١٦٥ عن غير ولد. وقد أدركناه بمكة حين مجاورتنا بها، وصحبناه، وكان ساكناً في حارة الفزة في بيت وحده لا غير. وقد شاع وملأ الأسماع أنه متزوج على جنية. وأخبرني صاحبنا الشيخ محمد خوج المكي وأخواه بأن الشيخ عبد الكريم المذكور دعاهم في داره ليلة، ومعهم جماعة من أصحابه، فلما دخلوا رأوا المكان في غاية النظام ونهاية الانتظام من الفراش والأكل والطعام، ولم يروا فيه أحداً من الخدم فتعجبوا من ذلك وتحققوا بأنه متزوج جنية من الجان أو عنده منهم خدم.
[بيت الوسواسي]
" بيت الوسواسي ". ولم أقف على حقيقة هذه النسبة. ولعله من كثرة وسواسه بين ناسه.