والإكرام. وصار خطيباً وإماماً ثم تركهما. وكف بصره فاشتغل في بالتدريس. وله شعر رائق ونثر فائق. وبيني وبينه صحبة ومحبة وخلة ومودة. وكان شريكنا في الدرس والطلب. وتوفي سنة ١١٩٤. وقد مات له ولدان كبيران في حياته: محمد أمين، وعبد الرحمان. وأعقب بعد مماته: أحمد، وعلياً، ومصطفى، وإسماعيل.
فأما أحمد فمولده في سنة ١١٥٨. ونشأ نشأة صالحة، واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار إماماً حنفياً. ثم فرغ بها لأولاده، وتقلد بمذهب الإمام أحمد بن حنبل. وسافر إلى الروم ومصر والشام وبغداد واليمن الميمون. وكان قليل حظ. وصار يدرس. وله نظم ونثر. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة ١١٩٤. قبل والده بقليل. وله ولد سماه أبا بكر، موجود اليوم.
[بيت سفر الشامي]
" بيت سفر الشامي ". أصلهم الحاج سفر الشامي الدمشقي نزيل المدينة المنورة. " قدمها ": في سنة ١١٠٠. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة في البيع والشراء إلى أن صارت له ثروة عظيمة. وكان حريصاُ على الدنيا، شديد البخل بها، يقال: إن سبب وفاته أن بعض قضاة المدينة طلب منه أن يصارفه ريالات، ويأخذ منه " الطرلية " لأجل