أحسن إخوانه كلهم. وسافر مع بعض أغوات الحرم إلى السودان. بلاد سنار، ولم يرجع إلا بشنار. وهو موجود اليوم كاتباً للأغوات.
وأما إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة، ولزم البيت على طريقة والده. واشتغل بعلم النجوم والأحكام. وهو رجل كامل لطيف الذات، جميل الصفات، لكنه فقير الحال جداً، وقليل الحظ. وباشر الخطابة والإمامة بمسجد المظلل بالغمامة. ثم جار عليه الوقت حتى باع وظيفته وجميع أو غالب تعلقاته. ولم يبق ولم يذر. نسأل الله الكريم أن يجود علينا وعليه من فضله العظيم.
وأما نعمان فهو، كما قيل: إن كل من تسمى بهذا الاسم لم ينجب أبداً بعد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - فما تراه إلا في هيئة خشنة، ورؤية غير مستحسنة. نسأل الله العافية ودوام نعمه الوافية.
[بيت الشامي]
" بيت الشامي ". نسبة إلى دمشق الشام، وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم أهل هذا البيت.
وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة ١١٥٠ صاحبنا الشيخ مصطفى بن محمد الشامي الأصل، المكي المولد. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، كاملاً مدرساً. وصار أمين فتوى المرحوم السيد عبد المحسن أسعد، مفتي المدينة المنورة. وكان جميل الهيئة، حسن الصمت، ذا أخلاق