" بيت المدرس ". أصلهم محمد علي المدرس الرومي. قدم والده إبراهيم إلى المدينة المنورة. وكان أحسن من قدم، رجلاً كاملاً، عاقلاً، مشتغلاً بالعلوم إلى أن بلغ منها ما يروم، حتى صار " المدرس " علماً عليه بالغلبة لكثرة دروسه. وسافر إلى الديار الرومية سنة ١٠٧٠. وتقرر في مدرسة الرستمية وغيرها. وكان ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: إبراهيم. مات ولم يعقب.
وأعقب أحمد المدرس الفاضل المشهور، حامل لواء المنظوم والمنثور، " و " صاحب التصانيف المفيدة، والرسائل العديدة. وكان مدرس المدرسة الرستمية التي برحبة حارة الأغوات. وسافر إلى الديار الرومية، وحصل له قبول وإقبال. ورجع إلى المدينة المنورة بجملة من المال. وتوفي بها سنة ١١٣٥. ومولده بها سنة ١٠٧٠. وأعقب من الأولاد: محمد علي، وصالحة والدة تاج الدين إلياس.
فأما محمد علي فكان رجلاً حاذقاً ذكياً. وباشر الإمامة في المحراب النبوي. ثم حصل له بعض سفاهة بعد تلك النباهة ففرغ بجميع وظائفه وتعلقاته، وذهب إلى مكة المكرمة، فأقام بها إلى أن توفي بها فقيراً سنة ١١٦٥. وأعقب بنتاً تسمى نفيسة. تزوجها الخطيب يحي الغلام. ثم طلقها. وهي موجودة اليوم.