خفتها في الطريق فحلف " له " بالله العظيم أن ما عنده منها شيء. فلما خرج من عند القاضي وأراد النزول من المحكمة سقط من أعلاها إلى أسفلها فانكب على وجهه فمات في الحال.
وقد ورد في الحديث: إن اليمين المغموس تدع الديار بلاقع. - نسأل الله العافية - فجهز من ساعته، ودفن وختم على بيته لأن أولاده صغار. ثم فتح بيته فلم يوجد فيه شيء من الدراهم فتعجب الحاضرون من ذلك. فقال لهم أصغر أولاده: أنا أدلكم على ذلك. افتحوا هذه الطاقة المسدودة بالطين، ففتحوها فوجدوها ملآنة بالأكياس المملوءة، وغالبها طرلية. فقال: إن الذي خص القاضي من قسمة ذلك المال هو القدر الذي طلبه منه مصارفة. وبلغني أن الذي خص كل ولد ٣٢. ٠٠٠ غرش. وقد أضاع أولاده هذا المال وصاروا إلى أسوأ حال. وكانت وفاته سنة ١١٢٨. وأعقب من الأولاد: محمداً، ورجباً، وشعبان.
فأما محمد فطلع مثل أبيه في البخل والشح. وتوفي بعد والده في سنة ١١٣٨. وأعقب من الأولاد: سفر. ووالدته صالحة بنت الشيخ عبد الرحمان القشاشي. وتزوجت على السيد أحمد الأزهري. وسلمته مال الأيتام. فكان هذا سبب ضياعه، فنشأ سفر المذكور في حجر السيد أحمد المذكور. وصار عسكرياً في وجاق النوبجتية إلى أن توفي فجأة سنة ١١٧٨.