فأما مصطفى فمولده في سنة ١٠٨٨. ونشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الروم، ومصر، والشام، ورجع مسروراً مجبوراً. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، وجمع كتباً مثيرة جداً. وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وتولى مشيخة الخطباء. وصار صاحب أموال. ثم حصل " له " بعد ذلك إدبار بعد إقبال، ورفعت عنه المدرسة المزبورة أعلاه، فسافر في طلبها فلم ترد له، وعوض عنها بمائة غرش عن وظيفة تدريس مجددة، فرجع إلى مصر. وتوفي بها سنة ١١٦٤. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير، وملكة، زوجة الشيخ محمد السمان، والدة ولده عبد الكريم السمان.
فأما محمد المزبور فمولده سنة ١١١٨. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلوم، واشتغل منها بعلم الفلك والنجوم. وتولى مشيخة الخطباء وكان صاحب سوداء عظيمة ملازماً للبيت لا يخرج إلا نادراً للمسجد الشريف. وحصلت عليه هضيمة عظيمة بسبب ولده إبراهيم فحبسوه في القلعة السلطانية ومعه ولده إبراهيم، وزين. ومكثوا فيها أياماً. ثم أطلقوا منها. وكل هذا من الأغراض والأمراض من القاضي وشيخ الحرم وغيرهم. وكانت وفاته سنة ١١٨٦. وأعقب من الأولاد: يوسف، وأحمد، وزيناً، وإبراهيم، ونعمان، وفاطمة، زوجة ملا علي الشرواني وطلقها. وماتت.
فأما يوسف فنشأ نشأة صالحة، وتعلم صنعة الساعات وغيرها. ثم حصل له في عقله بعض خلل. ويزعم أنه مسحور. والله أعلم بحقيقة الأمور، فصار ملازماً للمسجد الشريف النبوي ليلاً ونهاراً،