فأما الشيخ عبد الله فهو رجل كامل، وهمام فاضل، اشتغل بطلب العلوم من منطوقها إلى المفهوم. وله نظم رائق ونثر فائق، اشترى جملة من العقارات، وعمرها بأحسن العمارات. واشترى الحديقة الكاتبية وغيرها من الحدائق العلية. وصار من رؤساء المتكلمين المتحركين إلى أن رمي عند حضرة محمد باشا والي الشام. فقبض عليه وسار معه بمزيد الإعزاز والإكرام إلى محروس الشام، فأقام بها عاماً كاملاً. ثم رده إلى أهله مغموراً بالخير والإنعام. وله أولاد كلهم أمجاد.
وأما أخوه عباس فهو أيضاً رجل كامل، لا بأس به. إلا أنه مسرف في أمر الدنيا. وتوفي بالبصرة سنة ١١٦٩. عن أولاد وبنات موجودين بقيد الحياة.
وأما محمد صالح المزبور فنشأ نشأة شيطانية حتى صار كتخدا القلعة السلطانية، وتصرف في العباد والبلاد كيف أراد. وهو الذي أمر بقتل العالم العامل والهمام الفاضل الأخ يوسف الأنصاري وولده محمد وابن أخته أحمد في القلعة ظلماً وعدواناً وبغياً وطغياناً. وجزى الله كل خير الوزير الأعظم شاهين أحمد باشا حيث قتله بالسم حين كان والياً بالمدينة المنورة في صفر الخير سنة ١١٨١. رحمه الله. وأعقب ولداً صغيراً مات بعده سنة ١١٨٣.
وأما إبراهيم المزبور فكان مشاركاً لأخيه المذكور في كثير من الأمور. فلما قتل أخوه هرب إلى البركة وسكن بها إلى أن رجع إلى المدينة سنة ١١٨٧. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة ١١٨٨.