قيام مدة من الأعوام. وكان صاحب ثروة عظيمة واشترى الدار الكبرى التي لا نظير لها بخط الساحة. وأوقفها على أولاده إلخ في سنة ١٠٩٢. وتوفي سنة ١١٠٣. وأعقب من الأولاد: محمداً، " ويحي "، وزين العابدين.
فأما السيد محمد فنشأ نشأة صالحة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً متكلماً. وسافر إلى الدولة العلية من طرف الشريف سعيد صاحب مكة المكرمة، وحصل له قبول وإقبال، وحصل جملة من الأموال. ورجع إلى المدينة المنورة مسروراً مجبوراً. وعينت له الدولة العلية في كل يوم غرشاً من بندر جدة المعمورة وستين عثمانياً من جوالي الشام. وهي باقية إلى اليوم لأولاده ينتفعون بها غاية الانتفاع. وكان مشتغلاً بالفلاحة والزراعة والنخيل، وأضاع فيها غالب الأموال. وتوفي سنة ١١٣٧.
وأما يحي فمولده سنة ١١١٧، ونشأ نشأة صالحة، وسافر إلى مصر والروم. ورجع ولم يبلغ ما يروم. ثم سافر إلى الهند فحصل له قبول وإقبال، وحصل شيئاً كثيراً من المال. وجاور بمكة المكرمة مدة مديدة. وسافر منها إلى اليمن. وكان بيننا وبينه اجتماع فيه. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة من الصغر إلى الكبر لم يشبها شيء من الكدر. وسافر أيضاً ثانياً إلى بعض الجهات الهندية فحصل له قبول وإقبال. وكان صحبته ولده السيد محمد سعيد، والسيد عبد الله. ثم رجع إلى المدينة المنورة مسروراً مجبوراً. وكان كثير الأمراض، شديد البأس إذا اغتاظ، وتوفي سنة ١١٨٤. وأعقب من الأولاد: