أموال، ورجع إلى المدينة المنورة وتزوج بها. ثم عاد مرة ثانية إلى الروم فما رجع منها إلا بكل ما يروم. وصار صاحب ثروة عظيمة. وحصل له من العثامنة المصرية والعثامنة الشامية والجرايات والجامكية شيء كثير. وكان كثير المزاح والمجون والانشراح، ذا وجه وقاح. ولله در من قال:
ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح
وذهاب وإياب ... وغدو ورواح
واشترى داراً عظيمة في آخر حوش الجمال، وعمرها وزخرفها وجعل لها طياقاً ورواشن مطلة على الحديقة العينية. أخبرني أنه صرف على عمارتها نحو ١٦٠٠٠ غرش. وتوفي سنة ١١٧٦. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز، وباشا، وعبد الله، وملكة.
فأما عبد العزيز فبلغ سفيهاً فأضاع جميع ما خصه من والده في أقل مدة حتى صار في زي الفقراء. ثم سافر إلى حدة وجعل فيها خادم فران بطعامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة وستره الله بالموت.
وأما باشا فبلغ رشيداً وحفظ جميع ما هو له حتى اشترى من أخيه بعض شركاته من البيت ونحوه.
وأما عبد الله فطلع مثل أخيه الأكبر وزيادة عليه. وسافر إلى الشام ثم رجع إلى المدينة فباع جميع ماله من الشركات. وتوجه مع الحاج الشامي. وأظنه بها الآن. نسأل الله العافية والرشد.