فنشأ مصطفى المزبور نشأة صالحة في جميع الأمور. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، حسن الهيئة ذا ثروة عظيمة. وعمر الدار الكبرى التي بخط الحماطة، والحديقة المعروفة بالقمقمجية بجزع العوالي التي آلت إلى وقفنا من ولده على سبيل الاستبدال عن البيت الصغير الذي في زقاق القفا. وصار كتخدا النوبجتية مدة مديدة. وتوفي سنة ١١٥٢. وأعقب من الأولاد: محمد جلبي. ومولده في سنة ١١٣٩. ونشأ نشأة فاق بها أباه وجده. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة بيوت ونخيل وعمرها بأحسن العمارات. وصار لا نظير له في المدينة من الرفاهية. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وله همة علية، وأخلاق رضية. وصار كتخدا النوبجتية مدة ولاه أحمد باشا. ثم صار بينه وبين العساكر فتن وأحوال. وقاتل حتى أدى إلى أن أخرج من البلاد بالفرمان السلطاني على أنه يسكن الشام، فتوجه إلى مكة " المكرمة " صحبة الوزير الأعظم أمير الحاج محمد باشا فأطلقه عند وصوله مكة فواجه الشريف سروراً، وأمره بسكنى مكة المكرمة، فسكن بها مدة إلى أن جاء صحبة الشريف المزبور عند زيارته. وبقي بعده بالمدينة إلى أن صار بين عساكر الشريف وأهل البلد ما صار. فخرج منها. وسكن بجزع قربان. وابتنى له هناك بيتاً وسكنه. وهو به الآن. وقد أنفق في قتاله للمدينة المنورة ٣٠. ٠٠٠ في الأولى والثانية. وله من الأولاد: مصطفى، وجعفر.
فأما مصطفى المزبور فمولده في سنة ١١٥٣. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق الإسباهية، وهو موجود اليوم. وله أولاد من حفصة بنت إبراهيم آغا السيواسي المتقدم ذكره.
وأما جعفر المزبور فمولده في سنة ١١٦٠. ونشأ نشأة صالحة. وتوفي شاباً في سنة ١١٨٦. عن بنت موجودة اليوم.