يبالغ في إكرامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة، فيقال: إنه قال في أول خطبة خطبها يوم رجوعه من بلاد الهند: الحمد لله الذي أعادنا إلى هذه الأوطان، وأعاذنا من كل شيطان، ومن عبدة الأصنام والأوثان.
وكان يغلب عليه السوداء حتى ابتنى كشكاً في سطح داره. وجلس فيه واعتزل عن الناس إلى أن توفي سنة ١١٣٤. وأعقب من الأولاد: أبا الخير، ومحيي الدين.
فأما أبو الخير فمولده سنة ١١١٥. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم. ورحل مع والده إلى الديار الهندية. وصار خطيباً وإماماً وكان عصره في الخطب وعلم الأدب. وتوفي ١١٦٤ وأعقب من الأولاد فاضلة وخديجة الموجودتين اليوم وأما محيي الدين فمولده سنة ١١٢٠ ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وسافر إلى الديار الهندية. وصار مفتي الحنفية بعد وفاة المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مدة يسيرة. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومودة شديدة. وتوفي سنة ١١٨٨. وأعقب من الأولاد: أبا الخير، وهو موجود اليوم.
وأما عبد الرحمان بن أبي الغيث فكان رجلاً مباركاً جداً. وكان الناس يلقبونه الخطيب الدشيشة لكونه إذا خطب يسرد الخطبة ويستعجل في الصلاة، فتفوت كثيراً من الناس. وكان له ولد يسمى أبا اليسر أسرة النصارى، وهو مسافر في بحر الروم. وتوفي بمالطة سنة ١١٦٦. وتوفي الخطيب عبد الرحمان المزبور سنة ١١٥٢.