وأصلهم محمد الملقب بمسكين الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة ١٠٥٠. وتعاطى الرئاسة. ولم تزل في أولاده إلى اليوم. وهم أهل بيت صالحون. وقد أدركنا من أهل هذا البيت: صاحبنا الريس محمد أبي النور. وكان رجلاً فاضلاً، عاقلاً، كاملاً، له معرفة تامة بعلم الفلك والأحكام، ذو همة علية وأخلاق رضية. وصار كاتباً في المحكمة الشرعية. وكان مشتغلاً بالنخيل والزرع. ثم صار شيخ الرؤساء إلى أن توفي شهيداً في سنة ١١٤٤، ضرب برصاصة من البادية في الفتنة. وكانت فيه شجاعة وحماسة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وأبا الفتح فتح الله، وعبد الله، وأبا السعد.
فأما محمد سعيد المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار شيخ الرؤساء. وتوفي سنة ١١٨٨. ومولده في سنة ١١١٨. وأعقب من الأولاد: عبد الله. ونشأ على طريقة والده. وسافر إلى مصر. وتوفي بالسويس سنة ١١٩٥.
وأما فتح الله فمولده في سنة ١١٢٦. ونشأ نشأة صالحة. وكان رجلاً مباركاً صالحاً، يباشر الرئاسة والأذان يوم الأربعاء، جهوري الصوت، مشغول غالب أوقاته بخدمة الناس وقضاء حوائجهم خصوصاً الحرم والأرامل اللائي في الربط والبيوت. وكان من أهل المروءات. وكانت بيننا وبينه صحبة شديدة ومحبة أكيدة إلى أن توفي في محرم سنة ١١٨٦. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة ولدنا عمر الأنصاري، والدة ولده زين العابدين الموجود اليوم. ومريم تزوجت. ثم طلقت وهي موجودة اليوم.
وأما محمد فهو موجود اليوم يباشر وظيفة الأذان والرئاسة. وقد سافر إلى مصر، والشام، والروم. ورجع إلى المدينة المنورة ولم يبلغ ما يروم.