١٩٩- علاء الدين القرقشندي علي بن أحمد بن إسماعيل. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وتفقه بعلماء مصر، وأفتى ودرس، وانتفع به جماعة وتولى عدة مدارس، ورشح لقضاء الديار المصرية. مات في المحرم سنة ست وخمسين وثمانمائة (١) .
٢٠٠- الشيخ جلال الدين المحلي محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد. ولد بمصر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، واشتغل وبرع في الفنون؛ فقهًا وكلامًا وأصولًا ونحوًا ومنطقًا وغيرها. وأخذ عن البدر محمود الأقصرائي والبرهان والبيجوري والشمس البساطي والعلاء البخاري وغيرهم. وكان علامة آيةً في الذكاء والفهم؛ كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس. وكان يقول عن نفسه: أنا فهمي لا يقبل الخطأ؛ ولم يكن يقدر على الحفظ، وحفظ كراسًا من بعض الكتب، فامتلأ بدنه حرارة. وكان غرة هذا العصر في سلوك طريق السلف، على قدم من الصلاح والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يواجه بذلك أكابر الظلمة والحكام، ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم بالدخول عليه؛ وكان عظيم الحدة جدًّا، لا يراعي أحدًا في القول، يوصي في عقود المجالس على قضاة القضاة وغيرهم؛ وهم يخضعون له، ويهابونه ويرجعون إليه؛ وظهرت له كرامات كثيرة، وعرض عليه
(١) الضوء اللامع ٥: ١٦١. والقرقشندي. منسوب إلى قرقشندة؛ قرية بأسفل مصر؛ ذكرها ياقوت؛ وقال: "ولد بها الليث بن سعد بن عبد الرحمن".