للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزور سيدنا وسيد غيرنا ... ليت التشكي كان بالعواد

لو كان يقبل فدية لفديته ... بالمصطفى من طارِفي وتلادِي

فأمر له بألف دينار، ثم مات عبد العزيز بحلوان، فحمل في البحر إلى الفسطاط، ودفن بمقبرتها (١) .

وكانت وفاته ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين. وكتب على قصره بحلوان:

أين رب القصر الذي شيد القصر، وأين العبيد والأجناد!

أين تلك الجموع والأمر والنهى وأعوانهم، وأين السواد!

وقال عمر بن أبي الجدير العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان وابنه أبا زبان:

أبعدك يا عبد العزيز لحجة ... وبعد أبي زبان يُستعتب الدهر

فلا صلحت مصر لحي سواكما ... ولا سقيت بالنيل بعدكما مصر

فأمر بعده عبد الملك، فأقام شهرا إلا ليلة، ثم صرف وولي بعده ابنه عبد الله ابن أمير المؤمنين عبد الملك. قال الليث بن سعد: وكان حدثا، وكان أهل مصر يسمونه نكيس، وهو أول من نقل الدواوين إلى العربية؛ وإنما كانت بالعجمية، وهو أول من نهى الناس عن لباس البرانس، فأقام إلى التسعين، فعزله أخوه الوليد.

وولَّى قرة بن شريك العبسي، فقدمها يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الأول، وفي ذلك يقول الشاعر:

عجبا ما عجبت حين أتانا ... أن قد أمرت قرة بن شريك (٢)

وعزلت الفتى المبارك عنا ... ثم فيلت فيه رأي أبيك

وكان قرة ظلوما عسوفا، قيل: كان يدعو بالخمر والملاهي في جامع مصر؛ أخرج أبو


(١) فتوح مصر ٢٣٧.
(٢) فتوح مصر ١٣١.